عندما يدخل الزوجان في حالة من حالات الصراع الداخلي نتيجة بحث كل منهما عن السلطة في مسار علاقتهما، يكونان قد فتحا على نسيهما باباً من أبواب المعاناة والألم والصدمات، ذلك لأن العلاقة الزوجية يجب أن تكون علاقة قائمة على المودة والتراحم والتفاهم والإحترام المتبادل، ومتى أصبحت ساحة للنزال والصراع على النفوذ فإن الطرفين يشعران بصياع كل المشاعر الجميلة والقيم النبيلة إلى أن تنتهي العلاقة إما بسطوة طرف على حساب الآخر أو بفشل الزواج نفسه وإنهياره.وحتى تكون لديك صورة كاملة عن طبيعة هذا الصراع الذي ربما تجدين أنه مفروض عليك أيتها الزوجة الطيبة، فإعلمي أن الرجل يعتمد على سلاح أساسي في معركة النفوذ والسلطة داخل المنزل، وهذا السلاح يتمثل في زيادة الطلبات عليك مهما كانت طلبات غير مفرطة وغير واقعية.
الهدف من هذه الإستراتيجية التي يتبناها زوجك هو إستنزاف طاقتك ومشاعرك وأيامك في الواجبات والمسؤوليات والضغوط مع إشعارك طوال الوقت بالذنب والتقصير والتفريط والعجز، فينتهي بك الحال إلى التفريط في الكثير من حقوقك ثم الكثير من آمالك وطموحاتك ثم الكثير من كرامتك ثم ينتهي بك الحال إلى أن تتحولي إلى مجرد تابع ذليل لا كيان له ولا تأثير.
لابد أن تجلسي للحديث مع زوجك بطريقة شفافة وأن تكون بينكما مصارحة حقيقية وأن تخبريه أن هذه التوقعات التي يخبرك بها وينتظرها منك هي توقعات خيالية وأنها لن تقود سوى إلى مزيد من الإشتباكات والصدامات لأنه مهما حاول تبرير هذه التوقعات بأنه يرغب في مصلحة الأسرة ويتمنى النجاح والتوفيق والإرتقاء بالنسبة للأبناء إلا أنه يجب أن يدرك وبشكل واضح أن هذه التوقعات لو كانت لا تراعي حقيقة القدرات والإمكانيات فإنها لن تخرج عن دائرة المزايدات غير المجدية ولن تغير من الواقع شيئاً.
يحاول بعض الرجال أحياناً ممارسة نوع من أنواع الضغط فيما يتعلق بالعلاقة الحميمية، إلى الدرجة التي تستشعر معها الزوجة أن هذا الإنسان لا يريد العلاقة الحميمية من باب الحب واللهفة والإشتياق والحنين وإنما يريد ممارسة العلاقة الحميمية من أجل فرض مزيد من السطوة وتسليط مزيد من الضغوط والمضايقة للزوج، ويتجلى ذلك في طريقة الممارسة الحميمية نفسها، وإذا ما لجأ الرجل إلى هذا الأسلوب لفرض سيطرته وإستفزاز زوجته وكبت مشاعرها فهو بالتأكيد يسقط من نظرها إلى الأبد لأنه يكون شديد الضعف وقادر على الغدر والطعن في الظهر.
إمتلكي ثقة كبيرة في تأثير الحب المتدفق والمشاعر الحانية في إنهاء هذا الصراع المحتدم بينك وبين زوجك على النفوذ والتحكم تحت سقف المنزل، ولا تنسي أنك كزوجة لابد أن تكوني قادرة على الدوام على إستعادة قلب زوجك وإثارة جوانب الخير والطيبة في نفسه من خلال إظهار ضعفك وإحتياجك إلى رجولته وشهامته وتحمله للمسؤولية، فالذي يبحث عن تحمل المسؤولية بشكل حقيقي جاد لا يفكر في الإمساك بتلابيب السلطة، أما من يكون همه الأول والآخر هو التسلط والتحكم فإنه بمجرد أن يدخل صراع النفوذ لا يكترث كثيراً لو إنهدم البيت كله على رؤوس من فيه من أطفال.
الكاتب: أحمد عباس.
المصدر: موقع رسالة المرأة.
